اتهم ممثل اسرائيل في الامم المتحدة الاثنين أسطول الحرية بأن دوافعه لم تكن انسانية قط، وذلك اثناء مناقشة في مجلس الامن الدولي حول التدخل العسكري الاسرائيلي ضد هذا قافلة السفن المتجهة إلى غزة.
وقال مساعد سفير اسرائيل في الامم المتحدة دانيال كارمون امام المجلس "على الرغم من وصفه في وسائل الاعلام أنه مهمة انسانية تنقل مساعدات الى غزة، فان هذا الاسطول لا علاقة له باي مهمة انسانية".
وتساءل "أي نوع من النشاط الانساني يتطلب الالتفاف على الامم المتحدة والصليب الاحمر والوكالات الاخرى المعترف بها دوليا؟".
واضاف "اي نوع من النشاط السلمي يستخدم السكاكين والعصي وغير ذلك من الاسلحة لمهاجمة جنود صعدوا الى متن سفينة وفقا للقانون الدولي؟".
واكد كارمون "لا وجود لازمة انسانية في غزة"، مشيرا الى ان السلع والمواد المخصصة لقطاع غزة يجب ان تسلك نقاط العبور المسموحة.
وذكر الدبلوماسي الاسرائيلي بأن قطاع غزة "محتل من قبل ارهابيين اطاحوا بالسلطة الفلسطينية بالقوة" وانه "يتم ادخال أسلحة اليه بصورة متواصلة بما في ذلك عن طريق البحر".
تصريحات أردوغان
في الوقت نفسه أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ان سفن اسطول الحرية الذي وقع ضحية هجوم اسرائيلي تم "تفتيشه بشكل صارم" ولا يتضمن اي شيء اخر غير"المساعدة الانسانية" و"متطوعين مدنيين".
واعلن اردوغان في سانتياجو "أود أن اقول للعالم، الى رؤساء الدول والحكومات ان هذه السفن التي انطلقت من دول اخرى ومن تركيا تم تفتيشها بشكل صارم في اطار قواعد الملاحة الدولية وكانت محملة فقط بالمساعدات الانسانية".
وأكد أردوغان للصحفيين قبل مغادرته سانتياجو مختصرا زيارته بسبب الازمة الناجمة عن الهجوم على اسطول الحرية الذي يضم سفنا تركية انه لم يكن على متنها "أي راكب آخر غير المتطوعين المدنيين" الذين يحملون المساعدة.
واضاف "كان هناك أيضا علم أبيض على هذه السفن خلال الهجوم".
ووصف أردوغان الهجوم الاسرائيلي بأنه "ارهاب دولة لاانساني" واعلن ان بلاده طلبت من الحلف الاطلسي (الناتو) الدعوة الى عقد اجتماع عاجل. وقد أعلن المتحدث باسم الحلف اجيمس اباثوراي أن السفراء الـ28 لدول الناتو سيعقدون بعد ظهر الثلاثاء اجتماعا طارئا بناء على طلب تركيا.
وفي نيويورك كما بدأ مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا حول الموضوع بعد ظهر الاثنين.
وقال دبلوماسيون إنه يجري العمل على اعداد مشروع قرار يصدر عن المجلس يدين الهجوم الاسرائيلي على قافلة سفن الحرية، ويطالب بسرعة الافراج عن السفن التي تحتجزها اسرائيل، وإلى اجراء تحقيق دولي في ملابسات الهجوم.
وكانت وزارة الخارجية التركية حذرت في وقت سابق السفير الاسرائيلي غابي ليفي الذي استدعي للقاء استمر 20 دقيقة من ان هذه العملية الدامية قد "تؤدي الى عواقب لا يمكن تداركها في علاقاتنا الثنائية".
وقطع رئيس هيئة اركان الجيوش الجنرال ايلكر باسبوغ زيارته لمصر اثر الهجوم وبسبب الاعتداء على قاعدة بحرية تركية ايضا.
"عمل خطير"
ووصف باسبوغ في اتصال هاتفي مع نظيره الاسرائيلي غابي اشكينازي الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية بانه عمل "خطير وغير مقبول".
وجاء في بيان للجيش التركي ان المحادثة جرت بمبادرة من الجانب الاسرائيلي الذي اطلع قائد الاركان على الاحداث التي جرت قبالة سواحل غزة.
وفي اسطنبول تظاهر حوالى عشرة الاف شخص وسط هتافات "الموت لاسرائيل" امام القنصلية الاسرائيلية العامة في اسطنبول.
وأحرق المتظاهرون العلم الاسرائيلي مرات عدة واصطدموا مع قوات الامن التي انتشرت باعداد كبيرة امام القنصلية الواقعة في حي ليفنت في الشطر الاوروبي للمدينة.